معصوبة العينين .

معصوبة العينين

في هذا المساء قد قررت أمي الذهاب إلى عمتي و اصطحبت

معها اخوتى الاثنين و تركوني وحدي في المنزل 0

و للصراحة قد كنت أنوى قضاء تلك الساعات أمام جهاز

الكومبيوتر أو أشاهد فيلما على أحدى قنوات التليفزيون .

و لكن الذي حدث بعد إن جلست بمفردي في المنزل وجدت

إن الكهرباء قد فصلت . ولكن!

ما هدأ من روعي وجود الكشاف معي وأيضاً الظلام لا يحل

بأكمله . فأخذت أجاري وقتي فتحدثت في التليفون مع

صديقتي وأخذت اضحك وألهو معها قرابة الربع ساعة وفي

تلك الفترة قد حل الظلام الدامس .

وما ذاد من المشكلة لدي أن الكشاف قد أوشكت بطاريته علي

الانتهاء فإذاً المطلوب مني هو أن لا أضيء كشافي إلا
للضرورة . كل ذلك ولم تحدث مشكلة .

فأخذت أحدث نفسي كالمجنونة مرة وألهو مع ذاتي أو أتذكر

جملة لاهية مرة أخري ولكنى قد تعبت .

فماذا افعل في هذا الظلام وحدي مع عدم وجود أشخاص معي .

فألقيت بجسدى علي السرير . والتقت جهازي المحمول

وأخذت اقلب فيه تارة اسمع نغمة أو أري تلك الرسائل

الطائشة إلي أن مللت ذلك الجهاز الصغير .

فسرحت بفكري ماذا سيكون حالي لو كنت محرومة من نعمة

البصر ،ماذا يكون وضعي هل كنت سأخشى تلك الظلمة

الفانية التي سرعان ما تنتهي ويعود بعدها النور .

وجدت قلبي ينتفض بشدة وعيناى تريد البكاء.

ولكن!كل هذا كان يحتاج إلي تجربة.

وقلت لنفسي:.

وسألتها:.

1- هل الغني يشعر بجوع الفقير وهو متوفر له جميع

ألوان الطعام؟

فأجبتني:لا والله فالإنسان لا يشعر بمدي حزن ومأساة

أخيه إلا لو كان قد مر بمثل ظروفه البائسة .

وتوصلت إلي نتيجة واحدة وهو الشعور بالشفقة .

حقا الشعور بالشفقة .

إذن تذكري بمن لا يبصر وقد حرم من نعمة البصر .

هو مجرد شفقة . لأني بالرغم من جلوسي في الظلام وحدي

إلا أني معي كشافي فأستطيع أن أبصر حتى ولو كان شعاع

بسيط جداً إلا أن قد يضيء لي .

وفي تلك اللحظة وجدتها الفرصة المناسبة لكي أخوض

تجربة جديدة وهي الظلام الدامس حقاً .

وكان هذا الوقت هو انسب الأوقات لي كي أقوم بهذه التجربة

حيث إنني لا أستطيع أن أقوم بتلك التجربة في وجود أحد من

أفراد عائلتي. لأن ذلك سوف يجلبني اتهام واحد وهو الجنون

وأيضاً من المستحيل أن أقوم بها في النهار حيث ضوء

الشمس سوف يضيء أمامي ويغلب علي عصبة عيناى .

وأيضاً حتى إن جلست بمفردي في المنزل ولكن الكهرباء

قد تكون موجودة فسوف يخونني عقلي عن تلك التجربة لأني

سوف اهتم بشيء آخر .

كل هذا طرأ علي عقلي وأنا جالسة علي سريري وقد قررت

أن أعيش وقت قليل من حياة الشخص الذي لا يري .

وأعذروني لأني قد وجدت لفظ أعمي لا يليق بمن حرم من

تلك النعمة لأني بعد ذلك قد اكتشفت أن الأعمى أعمي القلب

والبصيرة .

المهم أخذت الأيشارب الذي كنت أرتدي به علي رأسي فهذي

من عادتي الجلوس بايشارب في المنزل في أغلب الأوقات .

وربطه علي عيناي فمع الظلام الطبيعي وكذلك عصبة عيني

وجدتني في ظلام دامس . فتسمرت في مكاني . ليس خوف

ولكن كان شعور بالرهبة .

فوجدت قلبي يدق بشدة وهالتني أفكار طفولية بان سوف

يظهر لي عفريت 0ولكن تذكرت أني في تجربة ويجب

أن أتفاعل معها بعقلي وقلبي 0

فأقنعت نفسي بأني لا أري ومحرومة من الأبصار .

ولأني كنت بمفردي في المنزل فقد انكمشت في مكاني دون

أي حديث مع أحد0فظللت علي الحال قربة الخمس دقائق .

وأنتم قد تظنونها قليلة بل أقل من القليلة .

ولكن والله تلك الدقائق في حياة الشخص الذي لا يبصر تمر

وكأنها ساعات . وخاصةً الشعور بالوحدة . فبدا الخوف

يتسلل ألي قلبي ولكني صممت علي أن اعمل ولا أتراجع .

فمرت أمام ظلمة عيني شريط حياتي أو بمعني أصح ذنوبي .

فابلرغم من ان الله قد من عليا بكل النعم وأحمد الله عليها .

الا أني كنت أنسي وتسهي نفسي امام مغريات الحياة الزائلة .

وعندما تسلل الخوف إلي قلبي . وجدتني أذكر الله كثيراً

و اقرأ كل ما حفظت من القران فشعرت إني محاطة برحمة

ورعاية الله .

وان الخوف قد زال من قلبي وأخذت أحمد الله كثيراً علي

نعتمه علي .

وأيضا وجدتني أفكر في طرق أطيع بها ربي بل وتذكرت

كاتبنا الكبير طه حسين .

وخاصةً كتابه الأيام الذى اعتبره من أصدق الكتب التي

قرأتها في حياتي وتذكرت جزء هام منها وهو أنه عندما كان

يتركه أخوه وحده في المنزل ليلا ويطفيء ذر المصباح .

ولكن أحسست بشيء واحد هو إن الشعور بالعجز يقرب

الإنسان من ربه كثيرا وكذلك يولد داخلنا الشعور بالعزيمة

وتعويض عن كل خسائرنا 0

فإذا كان هذا حال الشخص المريض فما حال الشخص الذي

قد من عليه الله بكل النعم ومع ذلك ينسي ربه0

لا اله إلا الله 0 فهي تلك النفس البشرية 0

فقد أحسست و أنا في ذلك الظلام باني عندما ارفع هذا الغطاء

من علي عيني سوف أصيب في نور عيناي ولا أري مرة

أخري وقد أقنعت نفسي أنها تلك أرادة ربنا 0

ونسيت هذا النت الذي قد أصبح من ضروريات يومي 0

وكذلك التلفاز 0

فهذه هي الحقيقة فسوف تكون محروم من تلك التكنولوجيا

اللاهية 0

ولكن للأسف تجربتي مع الظلام لم تدم وقتا طويلا لأن أذان

العشاء قد حان واضطررت أن ارفع العصبة من علي عيني

كي اصلي ولكن في تلك الصلاة كانت صلاتي لها طعم آخر

ممزوجة بالدمع من خشية الله و الخجل و الطامعة فى رحمة

الله.

فمن منكم يا اخوانى قد عاش تجربة ( المعصوبة العينان ) .

بقلمى ( اسراء طوسون )

تسلم ايدك شعور واحساس واضح في الكلام

جميل اووووووووووى

تسلم ايدك يا اسراء

تسلم ايدك يا اسراء

» حبس أبو العينين 15 يوما بتهمة إهدار المال العام
» تجميد أرصدة أبو العينين وأباظة ومنسى بـ11دولة أجنبية