"دار الشفاء" تحت الحصار.. مجهولون يحاصرون المستشفى القريب من ساحة الاشتباكات ويمنعون المصابين من تلق

قال مصدر طبى بمستشفى دار الشفاء المجاورة لاشتباكات ميدان العباسية، إن أفراد الشرطة العسكرية المكلفين بتأمين المستشفى انسحبوا فجر اليوم الأربعاء، عقب تجدد الاشتباكات والتى تزامن معها هجوم مجهولين على المستشفى لمنع علاج المصابين.

أضاف المصدر، الذى اشترط عدم ذكر اسمه: أن المستشفى الآن بلا تأمين، والمجهولين يسيطرون على الوضع بداخله ولا يستطيع أحد التصدى لهم، متابعًا: "لم يتبق إلا أفراد الأمن التابعين للمستشفى وعددهم قليل ولا يستطيعون التعامل مع المجهولين الذين اعتدوا على عدد من الصحفيين وقاموا بتحطيم كاميراتهم الخاصة، كذلك قاموا بالاعتداء على عدد من الملتحين المصابين وأجبروهم على حلق لحاهم قبل دخول المستشفى للعلاج".

وأكد المصدر ذاته أن إدارة المستشفى قامت بإخلاء جميع الأقسام عدا قسم الاستقبال والطوارئ، مضيفًا: "المستشفى يرقد به حاليًا خمس جثث، لا نستطيع تسليمها إلى ذويها بسبب عدم حضور أى ممثل عن النيابة العامة حتى هذه اللحظة وعدم إخطار إدارة المستشفى بموعد محدد لحضورهم".

وأشار المصدر إلى أن المستشفى استقبلت خمسين مصابًا منذ تجدد الاشتباكات فجر اليوم، بعضهم بطلقات خرطوش والبعض الآخر بطلقات نارية، بينهم حالات خطرة.

وناشد المصدر الطبى المسئولين التحرك سريعًا لحماية المستشفى من المجهولين المنتشرين داخل أروقتها حرصًا على حماية المصابين والعاملين، قائلاً: "من حسن حظنا، لم يصب أى عامل من المستشفى حتى الآن".

يُذكر أن "دار الشفاء" هى أقرب المستشفيات من موقع الاشتباكات فى ميدان العباسية، وتم نقل عدد كبير من الجرحى والقتلى إليه.

على جانب آخر، تجمع أهالى المصابين والمتوفين أمام المستشفى منتظرين تسلم جثث ذويهم ومطالبين إدارة المستشفى بسرعة الانتهاء من إجراءات التسليم، متسائلين عن أسباب عدم حضور ممثل النيابة العامة إلى المستشفى حتى الآن.

وشهد قسم شرطة الوايلى، القريب من المستشفى، تأهبًا أمنيًا بوقوف مجموعة من مجندى الأمن المركزى على أبوابه تحسبًا لأى هجوم، بالإضافة إلى أربع مدرعات تابعة للقوات المسلحة حضرت هى الأخرى لتكثيف التواجد الأمنى بالمنطقة.

كان أحدث بيانات وزارة الصحة أشار إلى سقوط ستة قتلى و79 مصابًا خلال الاشتباكات بين المعتصمين بميدان العباسية، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكرى وحل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وبين مجهولين.